يواجه المدير الجديد الذي تم تعيينه على رأس إدارة المستشفى الإقليمي الكبير بالجديدة مؤخرا تحديات كبرى من أجل إعادة ترتيب أوراق هذا المرفق العمومي الذي عشعشت فيه الارتجالية والفوضى وأضحى نقطة سوداء على خريطة المستشفيات والمرافق الصحية على المستوى الوطني.
المستشفى الإقليمي الجديد الذي تم تشييده بمنطقة استراتيجية وبمواصفات عالية الجودة وتم تزويده بأحدث الآليات المتطورة انتظرته ساكنة إقليم الجديدة والأقاليم المجاورة كسيدي بنور بفارغ الصبر من أجل تمكين المواطنين من خدمات صحية ترقى لمستوى تطلعاتهم، إلا أن بعض العقليات البائدة التي ظلت جاثمة على أنفاس المستشفى وقفت حجرة عثرة أمام كل محاولة للإصلاح وأجهضت المجهودات الجبارة المبذولة للرقي بالوضع الصحي بالإقليم، مما جعل المدراء الذين تعاقبوا على تسيير هذا المرفق العمومي ينسحبون في صمت ويستقيلون من مهامهم، والعديد من الكوادر الطبية ترفض التباري من أجل الحصول على منصب مدير المستشفى الكبير بالجديدة نظرا للمشاكل التدبيرية الكبرى المفتعلة التي يشهدها هذا المرفق.
والأكيد أن نفس اللوبيات، وبعد حلول مدير جديد محنك ذو تجربة وخبرة ومحاولته إحداث ثورة كبرى بمختلف مصالح وأقسام المستشفى وإعادة ترتيب الأوراق وإعطاء نفس جديد للمستشفى، تحركت من جديد وتجندت لعرقلة هذه الحركة التصحيحية من خلال افتعال المشاكل بالعديد من الأقسام والمصالح، ناهيك عن تحريك بعض الآليات والدمى المتحركة التي ارتدت قناع العمل الجمعوي والحقوقي وأصبحت مرابطة ليل نهار بمختلف ردهات المستشفى وخصوصا قسم المستعجلات، تحترف السمسرة والابتزاز وكل من حاول محاربتها وإجلائها من هذا المرفق العمومي يكون عرضة للتشهير والتهديد بتنظيم وقفات من أجل الضغط عليه وحمله على مجاراتهم ونحيل المسؤولين على كاميرات المراقبة المثبتة بمختلف مرافق المستشفى للتأكد والوقوف على التواجد الدائم وبشكل يومي لمجموعة من الوجوه التي تسمي نفسها “حقوقية” والتي همها الوحيد السمسرة وابتزاز المواطنين، وكانت آخر العمليات الابتزازية التي وقف عليها المدير الجديد واقعة احتجاج أحد المواطنين داخل المستشفى الذي أكد على أدائه لإحدى بائعات مواد التجميل داخل المستشفى لمبلغ مالي محترف من اجل التدخل لدى أحد الأطباء لإجراء عملية جراحية على عينيه.
إن ما يقوم به المدير الجديد من مجهودات لتخليق العمل بالمستشفى الإقليمي الكبير بالجديدة يستحق التنويه ولقي استحسانا من مختلف المواطنين ويستدعي تفاعل القوى الحية وفعاليات المجتمع المدني مع حملته التطهيرية الرائدة.