تُعد زراعة الشمندر السكري إحدى الدعائم الأساسية للنشاط الفلاحي بمنطقة دكالة، حيث تلعب دورًا استراتيجيًا في دعم الاقتصاد المحلي وتحقيق التوازن في الإنتاج الفلاحي، خاصة مع ارتباطها بمعمل السكر “كوسومار” بسيدي بنور، الذي يُعد واحدًا من أكبر المعامل في المغرب. وتعتمد هذه الزراعة على عدة عوامل متداخلة، بدءًا من اختيار البذور المناسبة وتهيئة الأراضي مرورًا بعمليات السقي والتسميد وانتهاءً بجني المحصول.
استبشر الفلاحون بالأمطار الأخيرة التي أنعشت آمالهم في تحقيق موسم فلاحي جيد، حيث ساعدت هذه التساقطات في تحسين ظروف نمو الشمندر السكري وتقليل الاعتماد على مصادر المياه الجوفية التي تأثرت بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة.
مع تطور أساليب الزراعة، أصبح الفلاحون يعتمدون على تقنيات حديثة في جميع مراحل الإنتاج، وهو ما ساعد على تحسين المردودية وضمان جودة المحصول. في هذا السياق، يعمل معمل “كوسومار” بسيدي بنور بتنسيق وثيق مع الفلاحين لتقديم الدعم التقني والتأطير المستمر، حيث يتم توجيه المزارعين نحو أفضل الممارسات الزراعية، سواء فيما يخص اختيار الأصناف المناسبة أو تقنيات السقي والتسميد التي تضمن نمواً جيدًا للشمندر السكري وتحافظ على خصوبة التربة.
التعاون بين الفلاحين ومعمل السكر والمؤسسات الفلاحية الأخرى ينعكس إيجابًا على سلسلة الإنتاج، حيث يتم الحرص على تحسين التقنيات الزراعية وتعزيز استخدام التكنولوجيا الحديثة التي تسهم في رفع الإنتاجية. ومن خلال هذه الجهود المشتركة، أصبحت زراعة الشمندر السكري أكثر جاذبية، خاصة مع تزايد الوعي لدى الفلاحين بأهمية تنويع المحاصيل وتحقيق التوازن بين التكلفة والعائد.
في ظل هذه المعطيات، تبقى زراعة الشمندر السكري ركيزة أساسية في المنظومة الفلاحية لدكالة، حيث تساهم في تنشيط الدورة الاقتصادية وتحسين ظروف العيش للعديد من الفلاحين الذين يعولون عليها كمصدر رئيسي للدخل. ومع استمرار الدعم التقني والمواكبة المستمرة من مختلف الفاعلين في القطاع، يبدو أن هذا النشاط الفلاحي مقبل على آفاق واعدة، خصوصًا مع التحسن المناخي والتطور الذي يشهده المجال الفلاحي في المنطقة.
