عرفت جماعة مشرك التابعة لإقليم سيدي بنور خلال السنوات الأخيرة دينامية تنموية لافتة، عكستها مجموعة من الأوراش والمشاريع التي غيرت ملامح الجماعة، ورسّخت لدى ساكنتها شعورًا بالفخر والانتماء. ومن أبرز معالم هذا التحول، تشييد مقر جديد للجماعة يتميز بجمالية معمارية لافتة، ومواصفات حديثة تستجيب لمتطلبات الإدارة المواطِنة، وتوفر بيئة عمل مناسبة للموظفين والمرتفقين على حد سواء.
هذه البناية الجديدة لا تعكس فقط تحسنًا في الواجهة الإدارية للجماعة، بل تمثل تحولاً عميقًا في طريقة تدبير الشأن المحلي، الذي يقوده باقتدار رئيس الجماعة الأستاذ ياسير قنديل. فقد تبنت جماعة مشرك خلال فترة ولايته نهجًا تنمويًا يرتكز على التخطيط، والتشارك، والبحث عن الشراكات المثمرة مع مختلف القطاعات الوزارية والمؤسسات العمومية، من أجل النهوض بمستوى الخدمات وتحسين جودة الحياة بالمنطقة.
في هذا السياق، عملت الجماعة على توقيع عدد من الشراكات ضمن برنامج تأهيل مركز مشرك، والذي شمل تحسين البنية التحتية، وتأهيل الطرق والمساحات العمومية، وتعزيز الإنارة العمومية، إلى جانب مشاريع تهم النظافة والبيئة والخدمات الاجتماعية. هذه الدينامية جعلت مركز الجماعة يتحول تدريجيًا إلى مجال منظم ومؤهل لاستقبال الاستثمار والخدمات، بعدما كان يعاني من التهميش وضعف التجهيزات.
ومن بين أبرز المشاريع التي أطلقتها جماعة مشرك في هذا الإطار، مشروع تنقيل سوق سيدي بنور إلى مركز طويلعات التابع للجماعة، في إطار شراكة استراتيجية مع وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات. ويُعد هذا السوق من أهم الأسواق الأسبوعية بالإقليم، وكان يعاني من اختلالات هيكلية وتنظيمية أثرت على فعاليته وعلى ظروف اشتغال التجار وراحة المتبضعين.
ورغم أن هذا المشروع لا يزال في طور التنفيذ ولم يكتمل بعد، فإن خطواته الأولى انطلقت بالفعل من خلال الترتيبات التقنية والإدارية، وتحديد الموقع الجديد، والشروع في الدراسات اللازمة، بهدف إرساء سوق منظم وعصري بمواصفات حديثة. ويؤكد المتتبعون أن هذا المشروع، عند اكتماله، سيُحدث تحولًا نوعيًا في تنظيم النشاط التجاري بالإقليم، وسيساهم في تخفيف الضغط عن السوق القديم، وتحسين ظروف التسويق والتداول، خصوصًا بالنسبة للمنتجات الفلاحية.
ويُراهن على هذا الورش أن يكون منصة اقتصادية جديدة تدعم التنمية المحلية بجماعة مشرك، وتوفر فرص عمل، وتشجع على خلق أنشطة تجارية منظمة، خاصة وأن الموقع الجديد بمركز طويلعات يتميز بمؤهلات ترابية مناسبة، وإمكانيات واعدة للتوسع والنمو.
وتُعتبر هذه المشاريع وغيرها ثمرة رؤية محلية واضحة يقودها الأستاذ ياسير قنديل، الذي استطاع أن يؤسس لمرحلة جديدة في العمل الجماعي، قوامها الشفافية، والتدبير العقلاني للموارد، والانفتاح على الشراكات. وقد بدأت ملامح هذه النهضة تظهر جليًا من خلال تحسن المؤشرات التنموية للجماعة، وتزايد ثقة المواطنين في أداء المجلس الجماعي، وارتفاع وتيرة الأشغال والمشاريع.
إن تجربة جماعة مشرك تمثل اليوم نموذجًا ناجحًا في التدبير المحلي القروي، وتؤكد أن الإرادة السياسية والتخطيط السليم قادران على إحداث التغيير، حتى في المجالات التي ظلت لعقود تعاني من التهميش. ويأمل سكان الجماعة أن تستمر هذه الدينامية، وتتوسع لتشمل قطاعات أخرى كالتعليم، والصحة، والتشغيل، حتى تتحقق التنمية المتكاملة المنشودة.