ناصر بوريطة يعزز الموقف المغربي… واشنطن تجدد دعمها لمبادرة الحكم الذاتي وتؤكد سيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية

جددت الولايات المتحدة الأمريكية، عبر وزير خارجيتها ماركو روبيو، موقفها الثابت والداعم للوحدة الترابية للمملكة المغربية، وذلك خلال لقائه مع وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج ناصر بوريطة. اللقاء الذي يندرج في إطار العلاقات الاستراتيجية التي تجمع البلدين، شكل مناسبة جديدة أكدت خلالها واشنطن تمسكها بموقفها التاريخي من قضية الصحراء المغربية، وتجديد اعترافها بسيادة المغرب الكاملة على أقاليمه الجنوبية.

وخلال هذا الاجتماع، أبرز المسؤول الأمريكي الأهمية التي توليها الإدارة الأمريكية للعلاقات الثنائية مع المملكة المغربية، مؤكدا أن الولايات المتحدة الأمريكية تعتبر المقترح المغربي للحكم الذاتي، الذي قدمه المغرب سنة 2007، بمثابة الحل الجاد والموثوق والواقعي، القادر على وضع حد لهذا النزاع الإقليمي المفتعل الذي عمر طويلا، وشكل عائقا أمام تحقيق التنمية والاستقرار بالمنطقة المغاربية.

ماركو روبيو شدد على أن رؤية الولايات المتحدة بخصوص ملف الصحراء المغربية لم تتغير، بل تزداد وضوحا في دعمها لموقف المغرب، باعتباره شريكا استراتيجيا ومحوريا في تحقيق الأمن والسلم بالمنطقة، كما عبر عن تقدير بلاده للجهود التي يبذلها المغرب في إطار المسار الأممي لإيجاد حل سياسي مستدام يقوم على الواقعية وروح التوافق.

ومن جانبه، عبر ناصر بوريطة عن ارتياحه للموقف الأمريكي المتجدد، معتبرا أن هذا الدعم القوي يشكل امتدادا طبيعيا للعلاقات التاريخية والمتميزة التي تربط المملكة المغربية بالولايات المتحدة الأمريكية. كما اعتبر أن الاعتراف الأمريكي بسيادة المغرب على صحرائه، والدعم المستمر لمبادرة الحكم الذاتي، يعكس الوعي الدولي بأهمية المقترح المغربي باعتباره الإطار الوحيد والواقعي الذي يوفر شروط الحل العادل والدائم لهذا النزاع.

وشكل هذا اللقاء محطة جديدة لتعزيز الشراكة المغربية الأمريكية في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية، خاصة في ظل التطورات الإقليمية والدولية التي تبرز أهمية التعاون والتنسيق بين الرباط وواشنطن لمواجهة التحديات المشتركة.

وأكد الطرفان خلال لقائهما على استمرارية العمل المشترك لدعم الاستقرار والتنمية في القارة الإفريقية، وتعزيز جهود مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة، مع الإشادة بالدور الريادي الذي يلعبه المغرب على مستوى القارة الإفريقية وفي المنطقة المغاربية.

ويأتي هذا الموقف الأمريكي ليعزز من جديد المكاسب التي راكمها المغرب في ملف الصحراء على المستوى الدولي، وليؤكد مكانته كشريك موثوق وجدير بثقة المنتظم الدولي، خاصة في ظل تصاعد التأييد العالمي لمبادرة الحكم الذاتي المغربية، واعتبارها الحل الوحيد القابل للتطبيق لإنهاء هذا النزاع المفتعل في احترام تام لوحدة المغرب وسيادته على كافة أراضيه.