في خطوة تحمل أبعاداً تنظيمية وسياسية عميقة، تم الإعلان عن عودة البرلماني هشام المهاجري إلى عضوية المكتب السياسي لحزب الأصالة والمعاصرة، بعد فترة من التوقف استمرت أكثر من سنة. هذه العودة، التي جاءت بمبادرة من القيادة الجماعية للأمانة العامة للحزب، تُجسد حرصاً واضحاً على رأب الصدع الداخلي، وإعادة الاعتبار لكفاءات أبانت عن حضورها ومصداقيتها داخل المؤسسة التشريعية.
هشام المهاجري لم يكن يوماً اسماً عابراً في المشهد البرلماني، بل كان صوتاً جريئاً ومدافعاً شرساً عن القضايا الاجتماعية والتنموية، بأسلوب مباشر يقرّب السياسة من هموم المواطن. مداخلاته الصريحة والمبنية على الوقائع، جعلت منه شخصية سياسية يصعب تجاوزها داخل قبة البرلمان وخارجها.
عودة المهاجري اليوم، لا يمكن فصلها عن الدينامية الجديدة التي يعرفها الحزب، والتي تهدف إلى تجميع الطاقات وتثمين التجارب، بعيداً عن منطق الإقصاء والانغلاق. فحزب بحجم الأصالة والمعاصرة، في موقعه المتقدم ضمن الأغلبية الحكومية، في حاجة إلى أصوات قوية ووجوه سياسية مشبعة بثقافة الميدان والعمل المؤسساتي.
إن عودة هشام المهاجري ليست فقط قراراً تنظيمياً، بل رسالة مفادها أن الحزب يتسع لكل من يحمل مشروعاً واضحاً ويؤمن بواجب المسؤولية، وهي أيضاً تأكيد على أن المصالحة مع الكفاءات ليست ضعفاً، بل قوة تعكس نضجاً سياسياً واستعداداً لمواجهة تحديات المرحلة المقبلة برؤية موحّدة وصفوف متماسكة.