جريدة الجهوية
جريدة إلكترونية مغربية الخبر وأكثر
afterheader desktop

afterheader desktop

after Header Mobile

after Header Mobile

afterheader

المكتب الشريف للفوسفاط يستحوذ على مختلف الخدمات البحرية ويرمي بالشركات الصغرى إلى حافة الإفلاس.

بذلت مؤسسة المكتب الشريف للفوسفاط ، مع تولي المسؤولية الإطار الاقتصادي الوطني المهندس  “المصطفى التراب”، مجهودات استثنائية لتلميع صورتها وشنت حملة واسعة للمصالحة مع أطرها وعمالها وكذا مع المحيط الذي تنشط به بكل مواقعها المنجمية و الصناعية. وفعلا توفق المكتب الشريف للفوسفاط ، المؤسسة الصناعية الوطنية الرائدة ، إلى حد كبير في وقف سيل الانتقادات التي كانت توجه إليه كمؤسسة ملوثة وانخرطت هذه المؤسسة الصناعية في تمويل العديد من المشاريع البيئية وتقديم المساعدات في إطار مبادرات إنسانية بالعديد من الجماعات الترابية. وإذا كانت هذه المؤسسة الصناعية قد قطعت أشواطا كبرى في دعم العديد من المبادرات الإنسانية وأضحت قاطرة للإقتصاد الوطني بامتياز، فإن مجال تدخلها في ميدان الخدمات البحرية بالعديد من الموانىء المغربية وعلى الخصوص ميناء الجرف الأصفر لا يبعث على ارتياح. فكما هو معلوم أنشأ المكتب الشريف للفوسفاط وكالة بحرية خاصة به تسمى “كوماطام” تتكلف بتقديم مختلف الخدمات للبواخر بميناء الجرف الأصفر، وتمكنت هذه الوكالة في ظرف وجيز من فرض سيطرتها وهيمنتها على القطاع وأصبحت تنافس بشدة الشركات الوطنية الصغرى المتخصصة في خدمة البواخر مما أثر سلبا على أداء هذه الشركات التي أصبحت مهددة بالإفلاس، خصوصا وأن الشركات المعنية قدمت العديد من الضمانات وحجوزات بنكية بمئات الملايين مقابل السماح والترخيص لها بالاشتغال بالموانىء المغربية، ناهيك عن تشغيلها للمئات من الأطر و اليد العاملة والتي ستصيح بين عشية وضحاها عرضة للتشرد والضياع رفقة أسرها إذا استمرت لا مبالاة المكتب الشريف للفوسفاط وسيطرته المطلقة على سوق خدمات البواخر بمختلف الموانىء الوطنية. الأكيد أن مؤسسة المكتب الشريف للفوسفاط قاطرة الاقتصاد الوطني تجني يوميا أرباحا خيالية ومن غير المعقول أن تدخل في منافسة مباشرة مع شركات وطنية صغرى ذات إمكانيات محدودة وتكون سببا مباشرا في إفلاسها ، إذ من الواجب أن تشجع الشركات الوطنية وتساندها وتدعمها لتستمر عجلة الاقتصاد الوطني في الدوران . فهل ستتدخل الإدارة العامة للمكتب الشريف للفوسفاط وتعطي أوامرها لدعم الشركات الوطنية الصغرى وتمكينها من فرص شغل بالبواخر العابرة للموانىء المغربية ؟ ووضع حد للمنافسة الغير المتكافئةوالتي ستدفع العديد من الشركات إلى إعلان إفلاسها وتسريح أطرها وعمالها.

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد