قضية إدانة 3 أطباء : الطبيب المولد وضع فرضية وقوع نزيف دموي قبل العملية و لم يتخذ الاحتياطات لمواجهته –الحلقة 2-

صرح الطبيب المولد (م.س.أ) فيما يخص قضية الأم الحامل التي توفيت أثناء توليدها عن طريق عملية قيصرية بمصحة النخيل بالجديدة، أنه أخبر الهالكة و زوجها بضرورة عدم التأخر لإجراء العملية واضعا بذلك فرضية إصابتها بنزيف دموي في حال التأخر، مما يعني بأنه وضع احتمال الإصابة بالنزيف الدموي لذلك كان لزاما عليه إجراء التحاليل الطبية و وضع احتياطي من الدم لتزويدها به في حال ثبوت هذا الاحتمال، لكن على العكس من ذلك فهو قام بإجراء العملية دون إجراء حتى التحاليل الطبية، و في وقت متأخر عن موعدها الذي ضربه للزوجين.
هذا الأمر يعني بأن الدكتور المولد وافق على إجراء العملية القيصرية رغم أنه كان يحتمل فرضية  وقوع النزيف الدموي، و قد صدقت فرضيته و احتماله، في وقت لم يتخذ فيه الاحتياطات اللازمة لمواجهة وقوع الفرضية التي طرحها أثناء التشخيص القبلي لحالة الهالكة بعيادته و الذي كشف بأن وضع المشيمة غير طبيعي حيث توجد في فم عنق الرحم الداخلي، و هو ما ينم عن تقصير واضح في المهمة.
سبب الوفاة تضاربت حوله الآراء، فالطبيب مدير مصحة النخيل (ع.م) صرح بما لا يدع مجالا للتأويل أن السبب هو “النزيف الخارجي الذي أصيبت به الهالكة إثر العملية القيصرية التي أجريت لها” فيما قال الطبيب المختص في التخدير و الإنعاش (م.ن) أن من بين الأسباب المؤدية لوفاة الهالكة هو “النزيف الحاد و الهبوط الحاد في الضغط الدموي” ليؤكد في تصريح لاحق أن الوفاة كانت نتيجة “توقف دقات القلب و هي بحسبه نتيجة بدورها للنزيف الحاد”، ليتبين ان أحد الطبيبين أشار لسبب واحد دون ان يترك أي مجال للتأويل فيما الآخر فقد أشار إلى وجود نزيف و هبوط ضغط و توقف دقات القلب، و لعل القاسم المشترك بين الاثنين هو وجود نزيف دموي خارجي حاد كسبب للوفاة، و بالتالي يبقى عدم اتخاذ الاحتياطات اللازمة بإجراء التحاليل قبل عملية الولادة و توفير الدم الاحتياطي لمقاومة النزيف المحتمل ينم عن تقصير في المهام. لنا عودة للموضوع بتفاصيل أخرى.