ازدادت حدة تفشي الجريمة خاصة ما يتعلق منها بالسرقة المقرونة بالاعتداءات بالسلاح الأبيض على المواطنين، والاتجار في المخدرات والاقراص المهلوسة التي تدفع المجرمين إلى ارتكاب جرائم خطيرة، والنصب والاحتيال، والسطو على أراضي الغير… وتسبب انتشار هذه الجرائم في تقييد حركة المواطنين الذين اصبحوا يخشون مغادرة بيوتهم في أوقات مبكرة من الصباح أو في ساعات متأخرة من الليل حتى وإن كانت الضرورة تحتم عليهم ذلك كالذهاب للعمل مثلا، كما انعكس ذلك على الحركة السياحية في ظل تراجع الاستثمار في المجال السياحي… ومعلوم أن المديرية العامة للأمن الوطني بقيادة المدير العام عبداللطيف الحموشي، وجهاز الدرك الملكي بقيادة الجنرال دوكور دارمي محمد حرمو، يضعان استراتيجيات عديدة ومتعددة ومتطورة، كما أن العناصر الأمنية والدركية عبر مختلف تراب المملكة تبذل قصارى جهودها للتصدي لكل أشكال الجريمة، بل وأحيانا تجد رجل أمن أو دركي قد أصيب أثناء تدخل أمني لتحييد الخطر الصادر عن مجرم يتحوز سلاحا ابيضا، لكن على الرغم من ذلك نجد أن الجريمة تسير في خط تصاعدي بسبب انتشار التجارة في حبوب الهلوسة والمخدرات، ولعل ما وقع يوم أمس الثلاثاء بمدينة الجديدة لخير مثال على ذلك حيث أشهر شاب مهلوس سكينا من الحجم الكبير وشرع يطعن كل من صادفه في طريقه فكانت الحصيلة حوالي 20 مصابا اختلفت اصاباتهم بين الخفيفة والخطيرة… إن الزج بشرطي الدار البيضاء في السجن وهو الذي كان يقوم بواجبه المهني من أجل إيقاف صاحب الدراجة النارية المخالف للقانون، وكذا الزج بشرطي تدخل لحماية ضحية من بطش مجرم قاومه بالسلاح الأبيض وكاد أن يصيبه في مقتل لولا أنه استنجد بسلاحه الوظيفي فكانت رصاصته سببا في قتل الجاني (واقعة قديمة بمدينة الجديدة دافع خلالها شرطي عن نفسه وهو يقوم بواجبه المهني لإنقاذ ضحية من يد مجرم خطير)….جعلت رجال الشرطة والدرك يتوجسون من الوقوع في هكذا مواقف، ما يجعل بعضهم أكثر تحفظا في تدخلاتهم، لذا يجب توفير حماية أكبر لرجال الأمن والدرك وهم يقومون بواجبهم المهني تجاه المجرمين… رجال القضاء تتعدد الملفات المعروضة عليهم وهو ما يتطلب منهم مجهودات مضاعفة لدراستها وتطبيق القانون بخصوصها صونا للنزاهة وإحقاقا للحق، لكن نلتمس منهم التشدد والصرامة وتطبيق أقصى العقوبات في حق المجرمين الذين باتوا ينشرون الرعب في نفوس رعايا جلالة الملك، وهم المجرمين الذين يعترضون سبل المواطنين والاعتداء عليهم بالاسلحة البيضاء من أجل السطو على ممتلكاتهم…
afterheader desktop
afterheader desktop
after Header Mobile