عامل سيدي بنور يتفاعل مع شكايات المقاولين في انتظار تفاعل عامل الجديدة…رؤساء وتقنيي جماعات في قفص الاتهام
في الوقت الذي تتفاعل فيه السلطات الإقليمية بسيدي بنور، ممثلة في عامل الإقليم لحسن بوكوطة، بالسرعة والجدية اللازمتين مع شكايات بعض المقاولين الذين يجدون أنفسهم أمام عراقيل مفتعلة لعرقلة عملية الأداء من طرف بعض رؤساء الجماعات الذين ألفوا الاصطياد في الماء العكر، ولا أدل على ذلك من فضيحة رئيس جماعة بني تسيريس الذي مزال قيد الاعتقال في قضية رشوة وابتزاز مقاول، نجد أن السلطات الإقليمية بمدينة الجديدة لا تتدخل لانصاف المقاولين الذين يجدون أنفسهم تحت رحمة وضغط بعض رؤساء الجماعات، وذلك بسبب تلكؤ بعض “مسامير المائدة” الذين عمروا طويلا بعمالة إقليم الجديدة.
فبجماعة اثنين هشتوكة رفع مقاول شكاية إلى القضاء للحصول على مستحقاته العالقة بدعوى عراقيل تقنية ناتجة عن إحالة تقني الجماعة على التقاعد، وفي حالة أخرى سبق لأحد المقاولين أن رفع دعوى مماثلة ضد جماعة أولاد حمدان في السنوات الماضية وحكمت المحكمة لصالحه غير أن المنية وافته قبل عملية التنفيذ بسبب “الفقصة”…
كثيرة هي المقاولات التي أصبحت ترفض المشاركة في المنافسة على الصفقات العمومية التي تعلنها بعض الجماعات خشية الوقوع في مشاكل الابتزاز وهو ما يستغله رؤساء هذه الجماعات لفتح المجال أمام مقاولين ومكاتب دراسات من أصدقائهم أو المقربين منهم ل “تفصيل” صفقات على المقاس تحمل بين طياتها عملية إهدار المال العام.
ويبدو أن هناك تواطئات بين الرؤساء وتقنيي الجماعات الذين يخططون كل الأمور التقنية التي غالبا ما يجهلها الرؤساء لتصميم وإنجاز صفقات تكون من نصيب مكاتب الدراسات والمقاولين المحظوظين، ومن غير المستبعد أن “يمرر” بعض التقنيين عديد أمور على رؤساء الجماعات بحكم العلاقات التي تربطهم مع مكاتب الدراسات والمقاولين وهو ما يجعل مظاهر الغنى تظهر على بعضهم.
لقد بات لزاما على المسؤولين الاقليميين تتبع ومواكبة تصميم وتفعيل الصفقات العمومية للجماعات الترابية في جميع مراحلها لضمان حقوق المقاولين وحمايتهم من شتى أشكال الابتزاز وضمان جودة الخدمات التي تصب في صالح المواطن بل وحماية المال العام والضرب على أيدي المتلاعبين بالصفقات العمومية لتحقيق الغنى والمصالح الشخصية على حساب المصلحة العامة.