المغرب يُنتخب نائباً لرئيس منظمة الأنتربول عن قارة إفريقيا.. تقدير دولي لجهوده في تعزيز الأمن الإقليمي والدولي

تم انتخاب المغرب، صباح اليوم الخميس، لتولي منصب نائب رئيس المنظمة الدولية للشرطة الجنائية (الأنتربول) عن قارة إفريقيا، تقديراً لدوره الريادي في تعزيز التعاون الأمني على المستوى الدولي، وجهوده في الحفاظ على الأمن والاستقرار. جاء هذا الفوز بعد عملية التصويت التي أجريت ضمن الدورة الثانية والتسعين للجمعية العامة للأنتربول، المنعقدة في مدينة غلاسكو، إسكتلندا، حيث حصل مرشح المملكة المغربية على أغلبية الأصوات من مندوبي 96 دولة عضو.

وأكد بلاغ صادر عن المديرية العامة للأمن الوطني أن هذا الانتخاب يعد خطوة مهمة تعكس التقدير الدولي للمغرب، وللجهود التي تبذلها المملكة في دعم التعاون الأمني جنوب-جنوب، وتطوير البنيات الأمنية في القارة الإفريقية.

وقد جاءت رغبة المغرب في الترشح لهذا المنصب انطلاقاً من التوجيهات الملكية السامية التي تجعل التعاون جنوب-جنوب أحد الخيارات الاستراتيجية للمملكة. وتدفع هذه الرؤية البراغماتية نحو بناء علاقات متينة مع الدول الإفريقية، ليس فقط على المستوى الاقتصادي والسياسي، ولكن أيضاً على المستوى الأمني، من خلال تبادل الخبرات وتطوير القدرات الشرطية في القارة.

وتركز رؤية المغرب، التي جاءت ضمن ملف ترشيحه، على الاستثمار في الموارد البشرية الأمنية الإفريقية، وتعزيز المرافق الشرطية وتطويرها، بهدف مكافحة شبكات الجريمة المنظمة والهجرة غير الشرعية. ويعد تعزيز التعاون الأمني الإقليمي أمراً محورياً لتمكين الدول الإفريقية من مواجهة التحديات الأمنية المشتركة.

وبعد انتخابه لعضوية اللجنة التنفيذية للأنتربول، يسعى المغرب إلى تعزيز التنسيق مع المكاتب المركزية الوطنية في مختلف دول إفريقيا، ومع الدول الأعضاء الأخرى، بهدف توفير استجابة فعالة لمواجهة التهديدات الإرهابية والتحديات الجديدة التي قد تطرأ، مثل إساءة استخدام الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الحديثة من قبل شبكات الجريمة المنظمة.

ترشيح والي الأمن محمد الدخيسي ودعم المدير العام للأمن الوطني

كانت المديرية العامة للأمن الوطني قد رشحت والي الأمن محمد الدخيسي، مدير الشرطة القضائية، لهذا المنصب، حيث يرأس الدخيسي المكتب المركزي الوطني للأنتربول في الرباط. وقد شارك المدير العام للأمن الوطني ولمراقبة التراب الوطني، عبد اللطيف حموشي، على رأس الوفد المغربي في هذه الدورة، حيث أجرى مباحثات دولية لتعزيز التعاون الأمني ودعم ملف ترشيح المغرب.

يُذكر أن منظمة الأنتربول تأسست في عام 1923 وتضم في عضويتها 196 دولة. وتعمل المنظمة على تدعيم القدرات الوطنية للأجهزة الأمنية في الدول الأعضاء، وتبادل المعلومات والخبرات، لمواجهة التهديدات الأمنية العابرة للحدود وضمان الوقاية من مختلف أنواع الجرائم.

هذا الفوز الجديد يسلط الضوء على المكانة المتقدمة التي يحتلها المغرب على الساحة الأمنية الدولية، ويعزز دوره في ترسيخ السلام والاستقرار في إفريقيا والعالم.