أنعشت أمطار الخير التي تهاطلت ومازالت تتهاطل على منطقة دكالة اسوة بباقي ربوع المملكة آمال معمل السكر “كوسيمار” بسيدي بنور وفلاحي منطقة دكالة خاصة مزارعي الشمندر في تحقيق انتاج جيد يعكس نجاح الموسم الفلاحي الذي تميز باستراتيجية شمندرية جديدة لمختلف الفاعلين في مجال زراعة الشمندر السكري وعلى رأسهم المدير العام لمجموعة “كوسيمار” السيد حسن منير الذي أعطى دفعة قوية لهذه المجموعة منذ توليه هذا المنصب. وبددت الأمطار التي تهاطلت على المناطق الفلاحية الشمندرية لدكالة مخاوف المزارعين سيما وأن ازمة الماء التي بدأت تلوح في الأفق قبل أسابيع ماضية نتيجة توالي سنوات الجفاف وتراجع منسوب السدود والفرشة المائية، كادت أن تعصف بآمال مزارعي الشمندر السكري. وساهمت هذه الأمطار في تزايد الإقبال على زراعة الشمندر بمنطقة دكالة خاصة وأن اهتمام جميع المتدخلين في هذا النوع من الزراعات كل من موقع اختصاصه سواء معمل السكر “كوسيمار” أو المكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي لدكالة أو جمعية منتجي الشمندر، قد بدد مخاوف المزارعين الذين أقبلوا على هذه الزراعة بتقنيات حديثة مما يبشر بموسم فلاحي جيد. و من المقرر أن يواكب معمل السكر “كوسيمار” دورة انتاج الشمندر السكري من خلال تأطير المنتجين في مجال استعمال المبيدات و مقاومة أصناف أمراض التعفن و الحراقية، و الإشراف المباشر على عمليتي الزرع و القلع و ما يتخللهما من سقي و محاربة الأعشاب الضارة و الامراض. كما ينهج معمل “كوسيمار” في إطار الاستراتيجية الجديدة للمدير العام حسن منير، سياسة التواصل و الانفتاح على جميع المنتجين لتشجيعهم على الانخراط في زراعة و انتاج الشمندر السكري مع استخدام التقنيات الحديثة من اجل الرفع من الانتاج و بالتالي الزيادة في مساهمة معمل “كوسيمار” في الناتج الوطني. و مما قد يميز موسم قلع الشمندر لهذه السنة هو الإقبال المتزايد للمنتجين على استعمال الآلة في عملية القلع (المكننة) مقابل تراجع الاعتماد على اليد العاملة، و ذلك بالنظر إلى إيجابياتها المتمثلة في استغلال عامل الوقت الزمني حيث تحتاج مدة أقل من تلك التي تتطلبها عملية القلع باليد العاملة، كما أنها تحافظ على جودة المنتوج، فيصل طريا إلى معمل السكر من اجل التكرير، و تقوم بنشر أوراق حبات الشمندر وسط الحقل الفلاحي و هو ما يحولها إلى سماد يساهم في تخصيب التربة، بالإضافة إلى قلة تكلفة القلع، و في مقابل ذلك فتراجع الاعتماد على اليد العاملة يرتبط أساسا بقلة هذه الأخيرة داخل سوق الشغل حيث لوحظ في السنوات القليلة الماضية تراجع عدد العمال الذين ينشطون في موسم قلع الشمندر.
afterheader desktop
afterheader desktop
after Header Mobile