في ظل التطورات السريعة التي يشهدها القطاع الإعلامي على المستويين الوطني والدولي، أصبح من الضروري على المؤسسات التنظيمية أن تلعب دورًا محوريًا في ضمان ممارسة الصحافة بمهنية عالية. يعتبر المجلس الوطني للصحافة، باعتباره مؤسسة دستورية، من أبرز هذه المؤسسات التي تسعى إلى تنظيم القطاع الإعلامي في المغرب من خلال وضع ضوابط ومعايير تضمن ممارسة صحافية متخصصة وذات مصداقية عالية.
منذ تأسيسه، لعب المجلس الوطني للصحافة دورًا مهمًا في محاربة العديد من الظواهر السلبية التي تؤثر على مصداقية الصحافة المغربية، مثل الأخبار الزائفة والمحتويات التفاهة التي تسهم في تشويه صورة المهنة. المجلس يبذل جهودًا كبيرة في خلق بيئة إعلامية نزيهة وشفافة، تلتزم بأعلى المعايير المهنية، مما يساعد في تعزيز ثقة الجمهور في وسائل الإعلام المغربية.
يعد المجلس الوطني للصحافة هيئة مستقلة تسعى إلى حماية حقوق الصحفيين وتنظيم مهنة الصحافة وفقًا لأعلى المعايير الأخلاقية. يعمل المجلس من خلال وضع معايير دقيقة لدخول المهنة، ومنح بطاقة الصحافة بناءً على المؤهلات الأكاديمية والمهنية للصحفيين، مما يساهم في تنظيم هذا القطاع على النحو الأمثل ويضمن تقديم محتوى صحفي يعكس الواقع ويخدم المصلحة العامة.
في هذا السياق، يجدر بالذكر الدور الكبير الذي لعبه الأستاذ يونس مجاهد، والأستاذ عبد الله البقالي، والدكتور خالد الحري في قيادة المجلس الوطني للصحافة. فهم يعدون من أبرز الهرم الصحافي في المغرب، حيث قادوا المجلس بحنكة ووعي استراتيجي. من خلال قيادتهم، تمكن المجلس من إرساء أسس تنظيمية وقانونية واضحة، بما في ذلك تعزيز استقلالية الصحافة وضمان ممارستها ضمن إطار مهني رصين. هذا التوجيه ساهم في تحسين الصورة العامة للإعلام المغربي وجعل المجلس الوطني للصحافة ركيزة أساسية في تطور الإعلام المغربي.
إن محاربة المحتويات التفاهة أصبحت من الأولويات التي يركز عليها المجلس الوطني للصحافة. في عالم الإعلام اليوم، يشهد القطاع الصحفي انتشارًا واسعًا للمواد الإعلامية السطحية وغير الهادفة، التي تساهم في إضعاف مصداقية الصحافة. ومن هنا، يحرص المجلس على اتخاذ إجراءات دقيقة لضمان نشر محتوى إعلامي ذو قيمة ومصداقية عالية، مما يعكس تطلعات المجتمع ويخدم القضايا الوطنية.
إلى جانب ذلك، يواصل المجلس الوطني للصحافة دوره في الحفاظ على استقلالية الإعلام في المغرب، حيث يسعى جاهدًا لضمان عدم تدخل الأطراف السياسية أو الاقتصادية في عمل الصحفيين ووسائل الإعلام. من خلال تعزيز ميثاق أخلاقيات المهنة، يساهم المجلس في ضمان حرية الصحافة واستقلالها، مما يسهم في ترسيخ قيم الديمقراطية في المجتمع.
وفي هذا السياق، يواصل المجلس الوطني للصحافة تقديم برامج تدريبية وداعمة للصحفيين، تساعدهم على مواكبة التطورات الحديثة في الإعلام الرقمي ووسائل التواصل الاجتماعي. من خلال هذه المبادرات، يعمل المجلس على تعزيز المهارات الصحفية وتقديم محتوى موثوق يعكس الحقائق والوقائع بطريقة دقيقة وموضوعية.
إجمالًا، يبقى المجلس الوطني للصحافة، بقيادة الأستاذ يونس مجاهد، والأستاذ عبد الله البقالي، والدكتور خالد الحري، حجر الزاوية في ضمان ممارسة مهنية للصحافة في المغرب، حيث يساهم بشكل كبير في تعزيز مكانة الإعلام المغربي على الساحة الدولية وضمان استمراريته في مواجهة التحديات المستمرة.