بعدما اتخذ كوزيمار اجراءات أكثر صرامة ضد جائحة كورونا…انطلاق موسم الشمندر للمزارعين أصحاب الآبار بسيدي بنور
رغم الظروف الاستثنائية التي يشهدها العالم ومنها المغرب جراء التفشي المهول لفيروس كورونا المستجد، فقد انطلقت عملية زرع مادة الشمندر السكري للموسم الفلاحي 2020/2021 بالدائرة السقوية لسيدي بنور في ظل إقبال مكثفا من طرف المنتجين، الذين باتوا يتزايدون موسما بعد آخر كما أن المساحات المزروعة أخذت تتسع هي الأخرى كل موسم فلاحي، وهذا راجع بالأساس إلى الفوائد التي يجنيها الفلاح من هذه الزراعة التي تساهم بشكل واضح وفعال في الناتج الوطني من مادة السكر.
“كوزيمار” الشركة المواطنة
اتخذ معمل “كوزيمار” مجموعة من التدابير والاجراءات الاحترازية الرامية للحفاظ على صحة وسلامة الموظفين والعمال ومنتجين والمرتفقين، لتفادي تفشي فيروس كورونا المستجد، مع ضمان السير العادي لعملية زراعة الشمندر السكري، حرصا منه على تموين السوق الوطني بما يناهز 40% من منتوج مادة السكر.
فتفعيلا للبروتوكول الصحي المعتمد من طرف الجهات المسؤولة قامت إدارة معمل “كوزيمار” بالتحسيس بالممارسات الصحية الجيدة للحد من انتشار وباء كورونا عبر الوسائط السمعية البصرية، مع الاعتماد على التواصل عن بعد مع الفلاحين والمستخدمين لضمان التباعد الجسدي وبالتالي تفادي انتشار الوباء في صفوف مختلف الفاعلين في مجال زراعة وتصنيع مادة الشمندر السكري.
“كوزيمار” والبعد الاجتماعي
ويتجلى البعد الاجتماعي لإدارة معمل “كوزيمار” في مساهمتها بمبلغ 100 مليون درهم من أجل دعم الصندوق الخاص بتدبير جائحة كورونا والذي تم إحداثه بتعليمات ملكية سامية.
كما قامت بتركيب ممرات للتعقيم الذاتي عند مداخل المعمل وتحرص على توزيع الأقنعة الطبية “الكمامات” وتعقيم المركبات والمعدات وتوفير مختلف مواد النظافة والتعقيم لرواد المعمل، فضلا عن تخصيص طبيب وسيارة إسعاف لضمان التدخل السريع عند الضرورة، مع اعتماد أسلوب الرقمنة في جميع مراحل الدورة الزراعية للشمندر السكري انطلاقا من عملية الزرع وانتهاء بعملية القلع.
ويظهر البعد الاجتماعي لإدارة معمل “كوزيمار” في أبرز تجلياته من خلال مساهمته سنويا في تشجيع أبناء المنتجين على التمدرس من خلال تخصيص منح للمتفوقين، كما قام ويقوم بعمل كبير لتوفير التغطية الصحية للمنتجين.
مواكبة “كوزيمار” لدورة انتاج الشمندر في ظل جائحة كورونا
يواكب معمل السكر “كوزيمار” دورة انتاج الشمندر السكري من خلال تأطير المنتجين في مجال استعمال المبيدات ومقاومة أصناف أمراض التعفن و الحراقية، و الإشراف المباشر على عمليتي الزرع والقلع وما يتخللهما من سقي ومحاربة الأعشاب الضارة والامراض.
كما ينهج سياسة التواصل و الانفتاح على جميع المنتجين لتشجيعهم على الانخراط في زراعة وانتاج الشمندر السكري من اجل الرفع من مساهمته في الناتج الوطني.
وفي إطار الظروف الاستثنائية المرتبطة بوباء كورونا فقد اتخذ معمل “كوزيمار” مجموعة من التدابير والإجراءات الاحترازية –التي سبقت الإشارة إليها أعلاه-والتي تضمن سلامة المنتجين والعاملين من وباء كوفيد19، حيث تم توفير آليات التعقيم والمعقمات والأقنعة الطبية وكل ما تتطلبه عملية الحماية الفردية والجماعية من هذا الوباء الفتاك.
فوائد زراعة الشمندر
بكل تأكيد أن الفلاح الذي ينخرط في عملية زراعة الشمندر يستفيد من نتائج إيجابية عديدة، فالإشراف الكبير لمعمل السكر “كوزيمار” على الدورة الانتاجية لهذه المادة يجعل المنتوج متطورا سنة بعد اخرى رغم الظروف المناخية الصعبة التي يمر بها المغرب، وهو ما يجعله (الفلاح) أكثر تحصيلا لمبالغ مالية ضخمة نهاية كل موسم شمندري، ويستفيد كذلك من تحصيل كميات كبيرة من مادة التفل الشمندري التي تعتمد كمادة علفية فعالة في تسمين المواشي، كما أن عملية الجني بالآلة تساهم في ترك كمية من اوراق الشمندر بالحقل الفلاحي وهو ما يؤدي حتما إلى تخصيب الأرض التي غالبا ما تكون من نوع “التيرس”.
كما يستفيد الفلاح المزارع للشمندر السكري من الدورات التكوينية التي يقوم بها معمل “كوزيمار” لفائدة الفلاحين، والتي تشكل آلية لتوسيع معارف الفلاح حول هذا النوع من الزراعات التي أصبحت تحظى باهتمام كبير من طرف كل الفاعلين في المجال الفلاحي.
ارتفاع المساحة المزروعة
أكدت مصادر عليمة ان المساحة المزروعة بالشمندر السكري داخل نفوذ معمل السكر “كوزيمار” عرفت ارتفاعا ملحوظا خلال هذه السنة مقارنة مع السنوات القليلة الماضية، منها ما تمت زراعتها خلال شهري شتنبر و أكتوبر في إطار دورة الزراعة البكرية على ان تتم زراعة الباقي من إجمالي المساحة المزروعة خلال شهري نونبر ودجنبر المقبلين في إطار دورة الزراعة المازوزية.
و من المقرر أن يتم اخذ عينات الشمندر قصد تحليلها قبل موعد الجني للوقوف على وزن الجذر و نسبة الحلاوة و كثافة الانتاج في الهكتار.
و يتخذ معمل السكر “كوزيمار” بسيدي بنور مجموعة من التدابير و الإجراءات العملية لضمان جودة الانتاج والرفع من المردودية، و هو ما يعطي انتاجا متميزا خلال نهاية الموسم الفلاحي لهذا المنتوج السكري، يعود بالنفع العميم على الفلاح من حيث العائدات المالية أو تحصيل المادة العلفية “التفل الشمندري” التي تقيه شر اقتناء العلف لماشيته والتي وصلت تكاليفها أرقاما قياسية في ظل ظاهرة الجفاف التي يعاني منها المغرب طيلة السنوات القليلة الماضية
تفاؤل “كوزيمار” رغم الجائحة
إذا كان انتاج معمل السكر “كوزيمار” بسيدي بنور قد بلغ أرقاما قياسية خلال موسم جني الشمندر الماضي، نتيجة تداخل مجموعة من العوامل في مقدمتها التدابير و الإجراءات المتخذة من طرف إدارة المعمل و جميع الشركاء والفاعلين في القطاع، حيث ساهمت عملية توجيه وتأطير الفلاحين وتنظيم دورات السقي و استعمال الادوية و المغذيات الطبيعية و التوزيع المعقلن للمياه في الرفع من قيمة و جودة المنتوج، فإن معمل “كوزيمار” يتوقع تحقيق أرقاما أفضل خلال موسم هذه السنة الذي انطلق بشكل إيجابي، رغم الظروف الاستثنائية المتسمة بتفشي وباء كورونا المستجد.