من المقرر أن تحسم بلدية الجديدة في تفويت صفقة تدبير قطاع النظافة، بعد أن تمت عملية البث في الملفات التقنية في الأسبوع الملضي، عقب فتح الأظرفة يوم السابع من شهر غشت الحالي، حيث ناهز عدد الشركات المتنافسة 5 شركات.
ويتابع الرأي العام المحلي عملية تفويت هذه الصفقة باهتمام كبير، لاسيما في ظل أزمة النظافة التي عرفتها و مازالت تعرفها مدينة الجديدة طيلة السنوات القليلة الماضية، حيث أجج تراكم الازبال والنفايات الصلبة غضب الشارع الجديدي وفعاليات المجتمع المدني ورجال الصحافة والإعلام، وهو الأمر الذي يعكسه العدد الهائل من المقالات الإعلامية و التدوينات الفيسبوكية.
وأثار تسرب أخبار عن مشاركة إحدى الشركات سخط فئة عريضة من ساكنة الجديدة، بحكم تردي الخدمات وانتشار كميات ضخمة من النفايات الصلبة بنقط عديدة من المدينة خلال فترة توليها أمر النظافة بمدينة الجديدة.
وإثر معاناة ساكنة مدينة الجديدة مع مشكل النظافة طيلة السنوات القليلة الماضية، وما نتج عنه من تراكم للأزبال بالأزقة والشوارع والطرقات، والروائح الكريهة، وانتشار جحافل الذباب والحشرات وما تسببه من أمراض جلدية وتنفسية، فإن هذه الساكنة تطالب وزير الداخلية، عبدالوافي لفتيت، ووالي جهة الدار البيضاء سطات محمد مهيدية بالإشراف الفعلي على صفقة تفويض قطاع النظافة بالجديدة ضمانا للشفافية والنزاهة ومبدأ تكافؤ الفرص بين الشركات المتنافسة، بل وتفاديا لتفصيل أية صفقة على المقاس تجعل عاصمة دكالة رهينة سنوات أخرى من تدهور قطاع النظافة.
وتحمل فعاليات مدنية المجلس الجماعي بالجديدة الذي يرأسه الاستقلالي جمال بنربيعة، وسلطة الوصاية بالمدينة ذاتها، مسؤولية تفويض قطاع النظافة لأي شركة أثبتت التجارب سواء داخل إقليم الجديدة أو خارجه قصورها في تدبير هذا القطاع الحيوي، لاسيما في ظل تناسل عديد “شائعات” حول إبرام هذه الصفقة، والجدل الذي يرافق الإعلان عن الفائز بها، حيث إن تفويتها لأي شركة كون سكان المدينة انطباعا حول فشلها جراء ما عاشوه من جحيم إثر تراكم الأزبال والنفايات الصلبة بالشوارع والأزقة قد يعيد احتجاجات جمعيات المجتمع المدني إلى الواجهة وهي التي نظمت ومازالت تنظم عدة وقفات احتجاجية حول “إخفاقات” تدبير الشأن المحلي خاصة ما يتعلق بالمحطة الطرقية، المقبرة، سوق الجملة، النقل الحضري…
تجدر الإشارة أن موجة من الاستغراب تسود أوساط الشارع الجديدي جراء مشاركة الشركة الحالية والتي استفادت أيضا من صفقة تفاوضية لتدبير مطرح النفايات بجماعة مولاي عبد الله، خاصة وأن مدينة الجديدة عرفت أزمة نظافة كبيرة في فترة تدبيرها لهذا القطاع الحيوي، حيث انتشار الأزبال في كل مكان…