لا احد اليوم و اينما كان …لا يخشى الفيروس..
الجميع يخشاه و يطيعه و يتقي شره ….
هل الكورونا حاكم مستبد ؟
و كيف له ان يكون مستبدا و قد حقق المساواة …؟
لا يمارس الكورونا نمط حكم تقليدي …و لا ديمقراطي حتى …..
فهو يحكم في غياب لأي صوت معارض ….
و يحقق المساواة …..
لننظر للامر من زاوية معاكسة ….:
غالبية الحكام و القادة المنتخبون ديمقراطيا يجدون انفسهم في مواجهة مع غالبية المجتمع مباشرة بعد ان يعلن عن فوزهم في الانتخابات ….
ليس بالشارع العام بل على منصات التواصل الاجتماعي …و على المواقع الالكترونية …
من قبل ، كان استفتاء او استقصاء رأي او إعادة الانتخابات …
هو المنبر الوحيد الذي يعلن من خلاله عن تعزيز الثقة او انتزاعها…
تلك كانت الديمقراطية القديمة اي ديمقراطية الأغلبية ….
أما ما نحن بصدده اليوم فهي ديمقراطية المساواة ….
هل سبق لنا ان علمنا بوجود هذا النوع من الديمقراطية ؟
نعم ، نعلم به و نستخدمه منذ مدة لكن دون ان ننتبه للأمر …
أنا اخاطبك انت الجالس الآن خلف الشاشة …
و لا احسبني افضل او اقل شأنا منك …
و انت كذلك تشعر بامتلاكك كل الحقوق في ان تنجول داخل كل هذا الغالم الرقمي المعتمد على الانترنيت و تمارس حريتك من داخله دون ان تهتم…
لوجود الآخر من عدمه…..
حققت الانترنيت ديمقراطية المساواة ….
و يحضر اليوم الفيروس كورونا ليعزز هذا النوع من الديمقراطية ….
نحن جميعا متساوون امام خطورة الفيروس و لنا جميعا نفس الرغبة في الانتصار عليه و مفروض على كل منا الانخراط في جهود مكافحته …….
لا احد يستطيع النجاة بمفرده …..
نفس المصير ….
خلاص او هلاك …………
العلاقة سببية بين الانترنيت و المساواة امام خطر الوباء …
لم نكن لنعيش المساواة في زمن الوباء دون انترنيت …
الازمة الحالية تعمل الآن على ترسيخ مفهوم جديد لتطلعات الشعوب …
و ديمقراطية الاغلبية إلى بوار ….
فهل نصبح بعد الوباء على ديمقراطية المساواة ؟
حتى لو حملت لقب : ديمقراطية كورونا …